ستيف جوبز عارض الفكرة في البداية، ولكن اليوم، عندما تتواجد
التطبيقات في كل مكان، وتشكل سوق يقدر بمليارات الدولارات، فمن الواضح أنها
وجدت لتبقى
نمو كبير لسوق التطبيقات
على الصفحة الرئيسية على موقع أبل عداد ظاهري يعرض عدد متزايد بوتيرة
مجنونة تصل الى حوالي 500 في الثانية، ويقترب تدريجيا الى 25 مليار. العداد
يشير إلى عدد التنزيلات من التطبيقات من App Store – ويدل على النمو
الكبير الذي حدث في غضون سنوات قليلة مضت على سوق كانت موجودة بالكاد.
التطبيقات تحتل حاليا ساحة واسعة من الخطاب اليومي، الجملة التالية: “هناك
تطبيق يعمل هذا الشيء الذي تريدة” يمكن أن يفهم على وجهان – مرة واحدة كعرض
لتقديم المساعدة، ومرة اخرى كانة مزحة.
حتى شهر مارس من المتوقع أن يصل العداد للهدف المثير للإعجاب 25 مليار
تنزيل، ليصل حجم المبيعات الى 5.7 مليار دولار، ستقوم ابل بتخصيص مبلغ 4
مليارات دولار منها للتطوير وتحتفظ بربح صافي قدره 1.75 مليار دولار.
في الربع الأخير من عام 2011، استثمرت شركة آبل أكثر من -709 مليون
دولار على شراء التطبيقات التي تم تطويرها من قبل المطورين الخارجيين،
وهذا المبلغ لا يشمل الايرادات غير المباشرة المستمدة من الإعلان على
التطبيقات المجانية.
وبعد ان كان الشباب في جيل المراهقة يتبادلون اسماء الممثلين والفرق
الغنائية فبل بضع سنوات، فان اكثر الاسماء شيوعا اليوم هي لتطبيفات والعاب
مثل Angry Birds, Cut the Ropes, WhatsApp, Messenger, Temple Run او
FatBooth.
متجر التطبيقات على الموقع يحتوي الان على أكثر من 550 ألف تطبيق،
والبعض منها كان ناحجا الى درجة ان مطوريها اصبحوا من الاغنياء، بينما
العديد من التطبيقات الآخرى توفير مصدر ثابت للدخل في صناعة تجارية جديدة،
تدور حول كتابة تطبيقات لزبائن وشركات منها العملاقة ومنها الصغيرة.
يحدث أحيانا أن تلاميذ في في مرحلة الدراسة هم أولئك الذين يكتبون
التطبيقات: كما في حالة روبرت ناي، وعمرة 14 عاما – الذي طور لعبة Bubble
Ball، التي تصدرت المكان الاول على قائمة التنزيلات. وقد أمضى روبرت شهر
واحد فقط في تطوير اللعبة، ومنذ ذلك الحين تم تنزيلها بملايين النسخ.
مات ميلر، المؤسس والشريك في استوديو التطوير ustwo في لندن، والذي يعمل
في الآونة الأخيرة على تطوير التطبيق Pingit mobile payments app لبنك
باركليز يقول ان “نمو سوق التطبيقات الذي شاهدناه في السنوات الأربع
الماضية، هو مجرد ظاهرة مدهشة”.
“صناعة التطبيقات اجتاحت العالم مثل العاصفة، وخلقت سوق اقتصادي متطور
ومستقل والذي يوفر بالفعل العمل لمئات الآلاف من المطورين الموهوبين في
جميع أنحاء العالم. تطبيق واحد ناجح يمكن أن يشهر الشخص الذي طورة كان اسمة
مجهولا قبل وقت قصير ويؤمن مستقبلة الاقتصادي”.
وبالإضافة إلى ذلك، يبدو أيضا أن التطبيقات تغير عادات الاستهلاك على
الانترنت: نحو 65 مليون شخص قاموا بتنزيل مجموعة التطبيقات التي يوفرها
موقع ebay للأجهزة المختلفة، تم من خلالها تداول ما يقدر بنحو 5.08 مليار
دولار في عام 2011. ومن المتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 7.94 مليار دولار
خلال عام 2012.
وبالمثل، حاولت شبكة امازون إقناع الزبائن بمقارنة الأسعار على موقعها
وبين مواقع ومتاجر اخرى بواسطة تطبيق مجاني قامت بتطويرة.
وفي حين ان آبل تستعد للاحتفال باليوم التاريخي عند الوصول رسميا الى
25 مليار التنزيلات، فان جوجل بدأت بسد الفجوة مع أكثر من 400 ألف تطبيق
لنظام التشغيل اندرويد، على الرغم من تأخير كبير من عامين لانضمامها الى
السباق.
حتى عالم التطبيقات الصغير لبلاك بيري (حوالي 60 ألف تطبيق) جلب للشركة
التي تطورة Research in Motion اكثر من 2 مليار تنزيل.
جوبس عارض في البداية فيل شيلر، مدير تطوير iPhone، وفوريستال سكوت، رئيس قسم التسويق في شركة
أبل، يقولان أنة كانت هناك حاجة إلى جهود مكثفة في البداية لتغيير رأي
جوبس حول التطبيقات. ولكن بعد اقتناعة والاعلان رسميا عن السياسة الجديدة
في أكتوبر 2007، ازيل حاجز في اسلوب تفكير المطورين والمستخدمين وسرعان ما
أمتلأ السوق بالتطبيقات.
ومثلما ان ابل لم تخترع الهاتف الذكي أو مشغل الموسيقى المحمول، فانها
لم تخترع التطبيقات. تطبيقات أخرى كانت موجودة في السوق، على الاخص في
شركات مثل نوكيا، ولكنها كانت معقدة وصعبة على الاستخدام.
كما هو الحال مع إطلاق iPod و iPhone، ابل كانت قادرة على تبسيط عملية
البحث، وشراء وتنزيل التطبيقات وقدمت للمستخدمين تصنيف جديد لبرامج
الكمبيوتر الصغيرة تحت اسم “Apps”، ورافقت عملية التسويق بحملة إعلانية
ضخمة على شاشات التلفزيون.
لكن كانت هناك بعض المفاجآت غير المتوقعة على الطريق، والتي اصبحت من
التطبيقات المشهورة منذ ذلك الحين مثل تطبيق ”Fart application”، أو تطبيق
“I Am Rich” والذي يقدم توهج أحمر يخرج من جهاز الهاتف، مقابل 999 دولار
فقط.
ويعزى أيضا الى التطبيقات دورا رئيسيا في تغيير النظرة على نموذج
الأعمال، بما في ذلك التوزيع، وذلك كجزء من اتجاه يثير مؤخرا صناعة الترفيه
وعالم الإعلام. ومن الأمثلة الجيدة على ذلك، خدمة تدفق الموسيقى السويدية
Spotify، والتي يدفع فيها 85% من 3 ملايين مشترك نحو 16 دولار للاشتراك
شهري. تغيير مماثل سجل على مواقع تدفق محتوى التلفزيزن والافلام مثل Hulu و
Netflix.
تطبيقات عالم الألعاب تحتل جزءا كبيرا من نموذج جديد يسمى “freemium”
يقدم ألعاب مجانية، بالاعتماد على الدخل من بيع منتجات اضافية.
هذا النموذج اثبت نجاحة بالنسبة لشركة Rovio الفنلندية. Rovio تعتبر
اشهر شركة في العالم لتطوير التطبيقات، اشتهرت بعد تطوير لعبة Angry Birds،
والتي يلعبها حتى رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.
في نفس الوقت، الصحف والمجلات في العالم تأمل ان تشكل التطبيقات مصدر
ثابت للدخل من المشتركين، يغطي الخسارة الناتجة عن الانخفاض في المبيعات
بسبب انخفاض بيع النسخ المطبوعة.
الى جانب قصص النجاح، هناك أيضا جوانب أقل بريقا في عالم التطبيقات. ابل
عانت في الماضي من نقد للطريقة التعسفية التي تقوم فيها برفض تطبيقات من
تطوير خارجي. ومؤخرا يوجد حالة من عدم الرضى لدى مطوري الالعاب لجهاز
iPhone بعد اكتشاف اصدارات مقلدة على Apple Store لالعاب مشهورة.
على الرغم من أن الصورة لا تخلو من العيوب، يبدو أن حجم استخدام
التطبيقات سيزداد بشكل كبير، ويتوقع أن تصبح جزءا لا يتجزأ من الحياة
اليومية. هكذا تعتقد شركة والتكنولوجيا والابحاث Forrester، التي تتوقع
دورا محوريا للتطبيقات في العديد من الأعمال والشركات.
سلاح الجو الاميركي الغى مؤخرا برنامج لاستبدال الكتب المستعملة في
الدورات التدريبية بأجهزة الكمبيوتر اللوحي iPad ، بعد أن تبين ان مطور
التطبيق روسي الاصل. على الرغم من أن التطبيقات تقف في طليعة التكنولوجيا،
يبدو أن استخدامها لا يخلو من الافكار المسبقة.